تعيش أسرة الطفل «أحمد» البالغ من العمر «٨ سنوات» مأساة كبيرة، استيقظوا على جهنم تشتعل فى مسكنهم، امتدت النيران إلى كل شىء، أصيب ٧ أفراد، توفى منهم ٢ وبقى ٥، يعانون قسوة التشوه الذى يحتاج لتدخل المسؤولين وضيق ذات اليد، الذى يحتاج تدخل أصحاب القلوب الرحيمة، بين من تشوهوا «أحمد»، استطاع التفوق فى الصف الثانى الابتدائى، وحصل على المركز الأول على مستوى مدرسته، بيد «معاقة» رفض أن يساعده أحد فى الإجابة عن الأسئلة، نزفت يده المحترقة دما، لكنه أصر على أن يكتب بخط يده وامتزج الحبر بدمه وآلامه فى سطور ورقة الإجابة.
تعلم «فنون» الحاسب الآلى، وبرع فيها، وتحول إلى «بروجرامر» يصنع برامج الكمبيوتر. التحريات الأولية قالت إن والد الطفل وراء الكارثة لينتقم من زوجته بسبب خلافات بينهما.
المأساة تعيش داخل بلوك ٤ من مساكن الصحة فى حلمية الزيتون، تنتظر إنهاءها بتدخل من السيدة سوزان مبارك.
«المصرى اليوم» رصدت أحزان الضحايا وشاركتهم أوجاعهم وتنقلها لكم فى هذه السطور.
جلس «أحمد» بجوار شقيقته «آية» داخل حجرتهما ووضع الصغيران أيديهما على وجهيهما رافضين التصوير بدعوى أنهما أصبحا معاقين ولا يريدا استعطاف أحد ويفقدان الثقة فى أن ينهى مأساتهما أحد، رغم قوتهما وصمودهما، يسكن داخلهما رعب شديد خشية أن يتكرر الحادث.
بدأ «أحمد» و«آية» حديثهما بأنهما يستطيعا عمل برامج كمبيوتر وهدفهما الأساسى أن يكونا من الأوائل على الجمهورية فى دراستهما، «أحمد» أمنيته أن يصبح مهندس شهير و«آية» تتمنى أن تكون طبيبة تعالج المرضى وتخفف آلامهم، «أحمد» يؤكد أنه يعد نفسه للذهاب إلى المدرسة ولو نظر إليه أحد زملائه بطريقه سيئة فسوف يبلغه أنه اتحرق فى الدنيا، لكن لن يحرق فى الآخره.
تعيش المأساه نفسها والدتهما ماجدة المصابة بتشوهات فى اليدين والوجه وخالتهما هالة التى حصلت على البكالوريوس يوم الحادث، مصابة بحروق فى اليدين والوجه، تحتاج إلى جراحات تجميل ليتمكنوا من التواصل فى المجتمع.
وقالت ماجدة والدة الطفلين، تعمل مدرسة رياضيات، إنها كانت على خلاف مع زوجها صاحب مصنع النسيج واصطحبت طفلها «أحمد» وأنجبت طفلتها «آية» فى منزل والدتها ومرت سنوات دون إنفاقه عليهم، ألحقت ابنها بمدرسة خاصة لتفوقه الدراسى،
صمتت لحظات واستطردت: كانت بداية المأساه فى مارس من العام الماضى حينما استيقظت فى منتصف الليل على النيران تمتد إلى الجحرة التى تنام فيها أمها بصحبة طفليها، دخل الجيران لإنقاذها فصرخت تطلب منهم إنقاذ طفليها فتركوها فى النار لإنقاذهما.
وأوضحت أن المتهم فى القضية هو زوجها حيث اتهمه الجيران وألقت المباحث القبض عليه وتم حبسه على ذمه القضيه لمدة ٧ أشهر، إلا أنها فوجئت مؤخرا بإخلاء سبيله بكفالة، ولم يفكر منذ تلك اللحظة فى رؤية طفليه اللذين يحتاجانه إلى جوارهما.
وأضافت الأم أن «أحمد» أجريت له ٨ جراحات و«آية» ٣ جراحات، بالإضافة إلى العمليات التى أجرتها هى وشقيقتها هالة، وأنها تتألم من إعاقه طفليها وعدم اهتمام والدهما بهما رغم ثرائه، وأصبحا يكرهانه ويرفضان تدوين اسمه على كراساتهما وكتبهما، وأن «أحمد» دخل امتحانات الصف الثانى الابتدائى بعد الحادث بشهرين ورفض أن يساعده أحد فى تدوين إجاباته وامتزجت ورقه إجابته بدمائه وحصل على المركز الأول على مستوى المدرسة، وتمكن من دخول امتحان التيرم للصف الثالث الابتدائى.
وقالت «ميرفت» خالة الطفلين، إن الحادث أودى بحياة والدتها فتحيه أمين، وشقيقها غريب، ونتج عنه إصابة شقيقتيها وطفليها بإعاقه، وأوضحت أنها من ضحايا الحريق حيث إن جسدها كله به تشوهات، إن كل ما تتمناه هو علاج الطفلين لأنهما فى عمر الزهور ورغم إعاقتهما فإن بداخلهما طموح شديد،
وأضافت أن والدتها توفيت بعد الحادث بـ٥ أيام وشقيقها غريب ظل يصارع الموت لمدة ٣ شهور حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وعادت إلى المنزل بعد رحلة علاج وجراحات كثيرة لشقيقتها وطفليها، وعقب عودتها كان الطفلان يستيقظان من نومهما مذعورين ومعتقدين أن النيران سوف تمتد لهما مرة ثانية، فتم تركيب بوابة حديدية على باب البلوك وعلى الدور الذى تقيم فيه.
أنهينا حديثنا مع الأسرة بكلام الطفلين «أحمد» و«آية» وقالا إنهما مواطنان مصريان لم يستطيعا أن يعطيا بلدهما أى فائدة لصغر سنهما، فهل من الممكن أن تقوم الدولة بمساعدتهما حتى يستطيعا تحقيق أحلامهما لأنهما كانا ضحية لشخص تجرد من الإنسانية.