القاهرة: في محاولة على ما يبدو لمغازلة الأقباط في حالة نجاحه للترشح لرئاسة مصر في انتخابات 2011، أعرب المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل للرئاسة المصرية، الدكتور محمد البرادعي، عن تاييده لإلغاء المادة الثانية من الدستور المصري التي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع.
وقال البرادعي: "مع الاحترام الكامل للأغلبية المسلمة في البلاد، يجب أن أحمي حقوق الأقلية القبطية، وأن يكون لكل مصري بغض النظر عن عقيدته نفس الحقوق والواجبات".
وكان البرادعي قد أكد في حوار سابق له مع فضائية "العربية" الإخبارية على أنه من حق أى مصرى حتى لو كان قبطيا أن يكون رئيسا للجمهورية ومع أن تتولى امرأة الرئاسة، وشدد مجددا على تغيير الدستور المصري لانه لا يستند للشرعية.
يذكر أن ثلاثة أقباط قد أعلنوا ترشحهم لخوض انتخابات الرئاسة عام 2011، وهم الناشط الحقوقي ممدوح نخلة عن حزب "العدالة الاجتماعية"، ونائب رئيس الحزب "الدستوري الاجتماعي الحر"، ممدوح رمزي، ورئيس حزب "الاستقامة" - تحت التأسيس - عادل فخري.
وكان البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، قد عبر أكثر من مرة عن رفضه ترشيح الأقباط لرئاسة الجمهورية، ووصفها بأنها "محض خيال ووهم وكلام غير معقول".
في غضون ذلك، حذر البرادعي النظام من "عواقب الوقوف في وجه الإرادة الشعبية"، مشيراً إلى أنها تتمثل في "العصيان المدني وغيره من وسائل التغيير السلمي التي سيتم تنظيمها في حال الاستمرار في رفض عملية التغيير". وأعرب عن أمله أن يستجيب النظام إلى مطالب الإصلاح بالطرق السلمية.
وحسبما ذكرت صحيفة "الجريدة" الكويتية، شدد البرادعي في إجابته المصورة عن أسئلة المصريين التي تم توجيهها إليه عبر الإنترنت، على أن "التغيير يمتد على عدة مستويات، ولا يتوقف على التغيير السياسي فحسب"، لافتاً إلى أن "عملية التغيير تهدف إلى القضاء على الفقر وتوفير الرعاية الصحية للمواطنين".
وأشار البرادعي إلى أنه "في حال وصول عدد الموقعين على بيان التغيير إلى خمسة ملايين، فسيكون هذا العدد كافياً لإرسال رسالة إلى النظام المصري تؤكد أن الشعب أصبح يريد التغيير وإجباره على القيام بذلك".
وكان البرادعي التقى النائب الإخواني سعد الكتاتني السبت الماضي، ما آثار حفيظة بعض أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير التي يترأسها، خصوصا أنصار الدولة المدنية.
واعتبر المراقبون أن البرادعي يسعى للحصول على أكبر قدر من التوقيعات على بيانه. ويرى أن الأخوان يستطيعون ذلك، فيما لا يسعى الإخوان إلى منصب الرئاسة بقدر ما يريدون رئيسا لا يعمل ضدهم، ويركزون في السنوات الأخيرة على القواعد المهنية والشعبية.
من ناحية أخرى، أكد البرادعي أن الشعب مهيأ للتغيير ومتعطش له، مشيراً أن جولاته بين المواطنين وحواراته مع التيارات السياسية المختلفة في مصر "أثرت في رؤيته لقضية الإصلاح السياسي".
وقال البرادعي عقب لقائه بقيادات اليسار المصري مساء الثلاثاء، إن "هذه الجولات والاجتماعات زادتني إصرارا على خوض معركة التغيير"، مضيفا "ازددت اقتناعا بأن الشعب المصري مهيأ للتغيير ومتعطش له، فقد استطاع خلال الفترة الأخيرة أن يكسر حاجز الخوف، ونزلت قطاعات عديدة من العمال وفئات أخرى إلى الشارع، في اعتصامات واحتجاجات للمطالبة بحقوقهم".
وأضاف أنه اتفق مع عدد من قيادات اليسار، وأعضاء حملة "يسار مؤيد للبرادعي"، على مشاركة شخصيات يسارية بارزة في تفعيل "مشروعه الإصلاحي"، والمساهمة في حملة التوقيعات بين المواطنين على بيان "معا سنغير" الذي يتضمن مطالبه السبعة.